نصائح قانونية عامة

الوصية في الشريعة الإسلامية والقانون المصري:نظرة شاملة

الوصية في الشريعة الإسلامية

الوصية في الشريعة الإسلامية هي من الأمور المهمة التي حثّ الإسلام عليها، حيث تُعدّ الوسيلة التي يترك بها الإنسان جزءًا من ماله بعد وفاته لمن يحب من الأفراد سواء كانوا أقارب أو غير أقارب أو لأغراض معينة تنفع المجتمع. جاءت الشريعة الإسلامية بأحكام دقيقة لتنظيم الوصية وضبطها بما يحقق العدالة والإنصاف بين الورثة وحقوق الموروث في التصرف في أملاكه بطريقة مشروعة وشرعية، ويحفظ حقوقهم ويضمن عدم التعسف في استخدامها.

في الإسلام، تُعتبر الوصية حقًا مشروعًا للمسلم، يستطيع من خلالها أن يُعبّر عن إرادته الأخيرة بعد وفاته. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُبيّن أهمية الوصية وتحث على الالتزام بها.

الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تناولت الوصية في الشريعة الإسلامية

قال الله تعالى في سورة البقرة: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ” (البقرة: 180). هذه الآية الكريمة تُظهر أن الوصية كانت واجبة في بداية الإسلام، قبل أن تُحدد الأنصبة الشرعية بالعدل في الميراث، وتُركت للإنسان حرية التصرف في ثلث ماله فقط، على أن يُخصصه لأغراض الخير أو لمن ليس لهم نصيب في الإرث.
وأيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما حقُّ امرئ مسلم له شيء يُوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده” (متفق عليه). في هذا الحديث، يوصي الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين بكتابة وصيتهم وعدم تأجيلها، لما في ذلك من حفظ للحقوق وتجنبًا للنزاعات بعد الوفاة.

أهمية الوصية في الشريعة الإسلامية

حفظ الحقوق

الوصية وسيلة لحفظ حقوق من لا يرثون بحكم الشريعة، حيث يمكن للإنسان أن يخصص جزءًا من ماله لمن كان له علاقة وثيقة به، مثل الأصدقاء أو من قلم بخدمته في حياته من غير الورثة المستحقين أو الجمعيات الخيرية.

تحقيق العدالة

من خلال الوصية، يستطيع المسلم تحقيق نوع من العدالة في توزيع ماله، حيث يوزع المال بناءً على احتياجات الأفراد وظروفهم الخاصة، مما يساهم في تجنب المشاكل المستقبلية.

التخفيف من الظلم

في بعض الحالات، قد يرى الإنسان أن بعض الورثة بحاجة إلى دعم إضافي، وبالتالي يمكنه استخدام الوصية لتحقيق هذا الهدف بشكل يتوافق مع الشرع.

أنواع الوصية في الإسلام

الشريعة الإسلامية تُقسّم الوصايا إلى أنواع متعددة بناءً على الغرض منها وطريقة تنفيذها من جانب الموروث صاحب التركة. هنا سنتناول بالتفصيل الأنواع المختلفة للوصية في الإسلام:

الوصية الواجبة

مفهوم الوصية الواجبة

تُعد الوصية الواجبة واحدة من أهم أنواع الوصايا التي نصت عليها الشريعة الإسلامية. تتمثل الوصية الواجبة في ضرورة تخصيص جزء من التركة للأحفاد الذين تُوفي والدهم قبل الجد أو الجدة. الهدف من هذه الوصية هو ضمان حق الأحفاد في ميراث جدهم، حتى لا يُحرموا من نصيب والدهم المتوفى.

الأدلة الشرعية

تستند الوصية الواجبة إلى اجتهاد الفقهاء بناءً على النصوص العامة في القرآن والسنة، حيث يرون أن العدالة تقتضي ألا يُحرم الأحفاد من حقهم في ميراث جدهم.

تطبيقات عملية

في العديد من البلدان الإسلامية، يتم تطبيق الوصية الواجبة لضمان حق الأحفاد، ويتم تحديد هذا الحق في حدود الثلث من التركة.

الوصية المستحبة

مفهوم الوصية المستحبة

يُنصح بالوصية المستحبة للمسلم الذي يرغب في تخصيص جزء من ماله لأعمال الخير بعد وفاته. تُعد هذه الوصية فرصة لإدامة الثواب، حيث يمكن توجيه المال لبناء المساجد، أو دعم الفقراء، أو تمويل المشروعات الخيرية.

الأدلة الشرعية

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم). الوصية المستحبة تندرج تحت مفهوم الصدقة الجارية، حيث يستمر أجرها بعد وفاة الإنسان ويؤجر عليها حتى يلقي الله عز وجل يوم الحساب. لذلك نؤكد دائمًا لك عزيزي القارئ أن تتخذ هذا المسلك وتضعه في حسباتك وأن توصي ما تيسر من تركتك في الحدود الشرعية للعمل الخيري.

حالات الوصية المستحبة

تُعد الوصية المستحبة مثالية لمن ليس له ورثة مباشرين، أو لمن يرغب في دعم مشروع خيري معين إذا كان له ورثة مباشرين في حدود الثلث كما ذكرنا.

الوصية المباحة

تعريف الوصية المباحة

تُعتبر الوصية المباحة تلك التي يُخصص فيها الإنسان جزءًا من ماله لمن يرغب فيه، بشرط ألا يتجاوز الثلث من التركة. يُسمح بهذا النوع من الوصايا بشرط ألا تتعارض مع حقوق الورثة الآخرين.

شروط الوصية المباحة

يجب أن يتم تنفيذ الوصية المباحة بطريقة لا تضر بحقوق الورثة الشرعيين. على سبيل المثال، إذا قرر الموصي تخصيص جزء من ماله لصديق أو لجمعية خيرية، يجب أن يكون هذا الجزء في حدود الثلث.

تطبيقات الوصية المباحة

هذه الوصية مفيدة في حالات خاصة، مثل الرغبة في دعم شخص مقرب غير وارث، أو للمساهمة في مشروع خيري.

الوصية المحرمة

ذكر الحالات المحرمة

الإسلام يحرم الوصية إذا كانت تنتهك حقوق الورثة الشرعيين أو كانت موجهة لأغراض غير مشروعة. على سبيل المثال، إذا أوصى الموصي بأكثر من ثلث التركة أو أوصى لشخص محجوب من الإرث.

الأدلة الشرعية

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا وصية لوارث” (رواه الترمذي). تُعتبر هذه القاعدة من الأسس التي تُبنى عليها الوصايا في الإسلام، حيث يجب ألا تتعارض الوصية مع حقوق الورثة الشرعيين.

أمثلة على الوصية المحرمة

تشمل الوصايا التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، مثل التوصية بمال لنشر الفساد أو لدعم أنشطة غير مشروعة، كمن يوصي بجزء من تركته لفتح محل خمور أو مطعم للحوم الخنزير.

وفي نهاية هذا الجزء نؤكد على أن الوصية في الإسلام تُعتبر وسيلة هامة جدًا لتحقيق العدالة وحفظ حقوق الأفراد، سواء كانوا من الورثة الشرعيين أو من غيرهم. من خلال أنواع الوصايا المختلفة، يمكن للمسلم أن يُعبّر عن إرادته الأخيرة بشكل يتماشى مع الشريعة الإسلامية ويحافظ على حقوق الجميع. في القسم الثاني من هذا المقال، سنتناول كيفية تعامل القانون المصري مع الوصية، مع استعراض الأنواع والتحديات التي قد تواجه تنفيذها.

الوصية في القانون المصري

1. أحكام القانون المصري المتعلقة بالوصية

في مصر، يعتبر القانون من أهم الأدوات التي تضمن حقوق الأفراد في توزيع الميراث وتنفيذ الوصايا. القانون المصري يستند في أحكامه المتعلقة بالوصية على مبادئ الشريعة الإسلامية، مع إدخال بعض التعديلات التي تتناسب مع متطلبات المجتمع المصري الحديث وفقًا لفلسفته التشريعية. في هذا القسم، سنستعرض كيفية تعامل القانون المصري مع الوصية وأهم الأحكام والقوانين التي تحكمها.

الإطار القانوني للوصية في مصر

القانون المصري يُعرف الوصية بأنها “تمليك مضاف إلى ما بعد الموت”، بمعنى أن الشخص الموصي يملك حق التصرف في جزء من ماله بعد وفاته لصالح طرف ثالث. هذا الإطار القانوني يستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية التي تسمح للموصي بأن يخصص جزءًا من ماله لوصية شرعية، بشرط ألا يتجاوز هذا الجزء الثلث من إجمالي التركة.

قانون الوصايا المصري

في عام 1946، تم إصدار قانون الوصايا المصري رقم 71، والذي حدد الأحكام المتعلقة بتنفيذ الوصية في مصر. من أهم البنود التي تناولها القانون:

الثلث في الوصية

يحدد القانون المصري أن للموصي الحق في تخصيص ثلث ماله لوصية، دون الحاجة إلى موافقة الورثة. إذا تجاوزت الوصية الثلث، فإن تنفيذ الجزء الزائد يتطلب موافقة الورثة الشرعيين دون غيرهم من الأطراف.

التوثيق الرسمي للوصية

يشترط القانون المصري أن تكون الوصية مكتوبة وموثقة لدى الجهات الرسمية لضمان تنفيذها بعد الوفاة. هذه الخطوة تحمي الوصية من الطعون أو التزوير. وإذا كانت غير ذلك يتوقف تنفيذها على موافقة الورثة الشرعيين، كإعطاء الموروث وصية شفوية بتخصيص ثلث تركته أو أقل لأحد الأشخاص ليتم تنفيذها بعد وفاته.

الوصية الواجبة في القانون المصري:

من القوانين المهمة التي تناولتها الشريعة الإسلامية وأقرها القانون المصري هو مفهوم الوصية الواجبة. القانون المصري يطبق هذا المفهوم لضمان حقوق الأحفاد الذين توفي والدهم قبل الجد أو الجدة، حيث ينص القانون على أن هؤلاء الأحفاد لهم حق في ميراث جدهم بمقدار نصيب والدهم لو كان حيًا، وذلك في حدود الثلث.

أهمية الوصية الواجبة:

تمثل الوصية الواجبة في القانون المصري وفلسفته التشريعية وسيلة لضمان العدالة وتجنب حرمان الأحفاد من نصيبهم المشروع في التركة.

تطبيق الوصية الواجبة:

يتم تطبيق الوصية الواجبة بشكل تلقائي في المحاكم المصرية إذا كانت هناك حالة وفاة للأبناء قبل الآباء، ويُمنح الأحفاد نصيب والدهم المتوفى في حدود الثلث حتى لو اعترض باقي الورثة الشرعيين.

الوصية المحرمة قانونيًا:

كما في الشريعة الإسلامية، يحدد القانون المصري الحالات التي يُحرم فيها تنفيذ الوصية. تشمل هذه الحالات:

الوصية لأحد الورثة:

يمنع القانون المصري الوصية لأحد الورثة إلا بموافقة باقي الورثة، وذلك لضمان عدم تضرر حقوقهم.

الوصية بما يزيد عن الثلث:

إذا كانت الوصية تتجاوز الثلث من التركة، فإن القانون يشترط موافقة الورثة لتنفيذ الجزء الزائد من التركة.

الوصية غير المشروعة:

الوصايا التي تتضمن مخالفات قانونية أو شرعية، مثل التوصية بأموال لدعم أنشطة غير مشروعة أو محرمة، تعتبر باطلة.

أنواع الوصية وفقا لأحكام القانون المصري:

القانون المصري يُقسم الوصية إلى عدة أنواع بناءً على طبيعتها والغرض منها. في هذا الجزء، سنستعرض الأنواع المختلفة للوصية في القانون المصري.

الوصية الواجبة:

كما تم التطرق إليه سابقًا، الوصية الواجبة هي نوع من الوصايا التي يفرضها القانون لضمان حقوق الأحفاد في التركة. يهدف هذا النوع من الوصايا إلى الحفاظ على العدالة بين الورثة وضمان عدم حرمان الورثة الأحفاد من حقوقهم.

الوصية الاختيارية:

هذه الوصية تمنح الموصي الحرية في تخصيص جزء من ماله لأي طرف يرغب فيه، بشرط ألا يتجاوز الثلث من التركة. يشترط القانون المصري أن تكون هذه الوصية موثقة بشكل رسمي لضمان تنفيذها بعد وفاة الموصي.

أمثلة على الوصية الاختيارية:

يمكن أن تكون الوصية الاختيارية موجهة لأعمال الخير، مثل بناء مسجد، أو دعم جمعية خيرية، أو حتى توجيه الأموال لأحد الأصدقاء المقربين الذين ليس لهم نصيب في الإرث.

الوصية المحرمة قانونيًا:

القانون المصري يحرم بعض أنواع الوصايا لأنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية أو القانون. تتضمن هذه الأنواع:

الوصية لأحد الورثة بما يزيد عن نصيبه الشرعي:

إلا بموافقة باقي الورثة.

الوصية بأكثر من الثلث دون موافقة الورثة:

يتم تنفيذ الثلث فقط إذا لم يوافق الورثة على الجزء الزائد.

الوصايا غير المشروعة:

تشمل أي وصية تنتهك القانون أو الشريعة.

التحديات القانونية والنزاعات بين المورثين في تنفيذ الوصية:

تنفيذ الوصية في مصر قد يواجه العديد من التحديات، سواء كانت قانونية أو اجتماعية. في هذا الجزء، سنستعرض أهم التحديات التي قد تعيق تنفيذ الوصية وكيفية التغلب عليها.

النزاعات بين الورثة:

مشكلة النزاعات:

في كثير من الأحيان، تنشأ نزاعات بين الورثة بسبب عدم اتفاقهم على تنفيذ الوصية، خاصة إذا كانت تشمل تخصيص جزء من التركة لطرف خارج الورثة الشرعيين.

الحل القانوني:

يمكن للورثة المتضررين اللجوء إلى المحكمة لحل النزاع، حيث تتدخل المحكمة لضمان تنفيذ الوصية وفقًا للقانون والشريعة الإسلامية.

التزوير والتحايل:

قضايا التزوير:

التزوير في الوصايا من القضايا الشائعة التي قد تؤدي إلى حرمان بعض الورثة من حقوقهم أو تعديل الوصية بما يخالف رغبة الموصي.

آليات الحماية:

لضمان تنفيذ الوصية بشكل صحيح، يشترط القانون المصري أن تكون الوصية مكتوبة وموثقة لدى الجهات المختصة. كما يمكن للورثة الطعن في صحة الوصية أمام المحكمة إذا كانت هناك أدلة قاطعة على التزوير.

المشاكل الإجرائية:

تحديات الإجراءات:

تنفيذ الوصية يتطلب اتباع إجراءات قانونية متشابكة مثل التوثيق وإثبات الوفاة وتحديد نصيب كل وارث.

الحل القانوني:

يتيح القانون المصري للورثة الاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا المواريث لتجنب التعقيدات الإجرائية وضمان تنفيذ الوصية بشكل سليم.

وفي ختام هذا الجزء نشير إلية أن القانون المصري يلعب دورًا حيويًا في تنظيم وتنفيذ الوصايا بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، مع إدخال بعض التعديلات التي تتماشى مع احتياجات المجتمع المصري الحديث وفقًا فلسفته التشريعية. من خلال فهم الأحكام القانونية المتعلقة بالوصية، يمكن للأفراد ضمان تنفيذ وصاياهم بشكل سليم وحفظ حقوق الورثة. في القسم الثالث، سنتناول التحديات والحلول العملية لتطبيق الوصية وضمان تحقيق العدالة لجميع الأطراف.

التحديات والحلول العملية لتطبيق الوصية

تحديات تطبيق الوصية:

تطبيق الوصية يواجه العديد من التحديات التي قد تحول دون تنفيذها بالشكل المطلوب. هذه التحديات قد تكون قانونية، اجتماعية، أو شخصية، وكل منها يتطلب معالجة دقيقة لضمان تحقيق العدالة وحفظ حقوق جميع الأطراف المعنية.

أ. التحديات القانونية:

النزاعات بين الورثة:
  • النزاعات القانونية بين الورثة تُعتبر من أبرز التحديات التي قد تعيق تنفيذ الوصية. هذه النزاعات قد تنشأ بسبب اختلاف التفسيرات بين الورثة حول محتوى الوصية أو رغبة بعضهم في تغيير نصوصها.
  • الحل: لتفادي هذه النزاعات، من المهم أن تكون الوصية مكتوبة بوضوح، موثقة رسميًا، وأن تشمل تعليمات دقيقة حول كيفية تنفيذها. يمكن أيضًا الاستعانة بمحامٍ لضمان الالتزام بالإجراءات القانونية وتجنب الخلافات.
الطعن في الوصية:
  • بعض الورثة قد يلجأون إلى الطعن في صحة الوصية، بدعوى أنها تم تحريرها تحت تأثير إكراه أو أنها تحتوي على تزوير. هذه الطعون قد تعرقل تنفيذ الوصية وتسبب تأخيرًا في تقسيم التركة.
  • الحل: يجب أن يتم توثيق الوصية في وجود شهود، وأن تخضع لإجراءات قانونية سليمة تضمن عدم إمكانية الطعن فيها.

ب. التحديات الاجتماعية:

الضغوط العائلية:
  • بعض الورثة قد يتعرضون لضغوط عائلية للتنازل عن نصيبهم من الوصية لصالح ورثة آخرين، مما قد يؤدي إلى عدم تحقيق العدالة في توزيع التركة.
  • الحل: من الضروري توعية الورثة بحقوقهم وتأكيد أهمية التمسك بها. يمكن أيضًا تشجيعهم على استشارة محامٍ للتعامل مع أي ضغوط خارجية.
العادات والتقاليد:
  • في بعض المجتمعات، قد تكون هناك عادات وتقاليد تؤثر على كيفية تطبيق الوصية، مثل تفضيل بعض الورثة على الآخرين لأسباب اجتماعية أو ثقافية.
  • الحل: التوعية بأهمية الالتزام بالشريعة والقانون في توزيع التركة، وتجنب التحيز أو التمييز بين الورثة.

ج. التحديات الشخصية:

الإهمال في كتابة الوصية:
  • بعض الأشخاص يؤجلون كتابة وصيتهم أو يهملون ذلك تمامًا، مما يؤدي إلى تعقيدات في تقسيم التركة بعد وفاتهم.
  • الحل: يجب على الأفراد الوعي بأهمية كتابة الوصية في وقت مبكر وتحديثها بانتظام لضمان توزيع عادل للتركة.
عدم الوضوح في الوصية:
  • كتابة وصية غير واضحة أو غامضة قد يؤدي إلى صعوبات في تنفيذها، حيث قد يختلف الورثة في تفسير نصوصها.
  • الحل: التأكيد على كتابة الوصية بشكل واضح ودقيق، وتحديد جميع التفاصيل المتعلقة بتوزيع التركة.

الحلول الشرعية والقانونية:

لتجاوز التحديات المتعلقة بتطبيق الوصية، هناك العديد من الحلول الشرعية والقانونية التي يمكن أن تساعد في ضمان تنفيذ الوصية بشكل صحيح ودون تعقيدات.

أ. الحلول الشرعية:

التوثيق الشرعي للوصية:
  • من الناحية الشرعية، يُفضل توثيق الوصية بحضور شهود عدول لضمان صحتها وحمايتها من أي طعن. الشريعة الإسلامية توصي بالتأكد من أن الوصية لا تتجاوز الثلث من التركة وأنها تتماشى مع حقوق الورثة الشرعيين.
  •   الحل العملي: على الموصي أن يتأكد من كتابة الوصية بوضوح وتوثيقها لدى جهة شرعية معترف بها، مثل دار الإفتاء أو الجهات الدينية المختصة.

– الاستشارة الشرعية:

  – قبل كتابة الوصية، يُنصح الأفراد باستشارة فقيه أو عالم ديني للتأكد من أن الوصية تتماشى مع الأحكام الشرعية، خاصة إذا كانت الوصية تتضمن توزيعًا خاصًا أو غير معتاد.

  – الحل العملي: اللجوء إلى الفتوى الشرعية لضمان أن الوصية تتماشى مع الشريعة، والتأكد من عدم وجود أي شبهة في صحتها.

 ب. الحلول القانونية:

– التوثيق القانوني:

  – توثيق الوصية لدى الجهات المختصة، مثل توثيقها في الشهرالعقاري أو المحامي، يضمن أن تكون الوصية قانونية وصحيحة من الناحية القانونية. التوثيق القانوني يحمي الوصية من الطعن ويسهل تنفيذها بعد وفاة الموصي.

  – الحل العملي: على الموصي التوجه إلى محامٍ متخصص لتوثيق الوصية وضمان اتباع جميع الإجراءات القانونية المطلوبة.

– تقديم الوصية للمحكمة:

  – في حالة وجود نزاعات حول الوصية، يمكن اللجوء إلى المحكمة للفصل في النزاع وضمان تنفيذ الوصية وفقًا للقانون. المحكمة لديها الصلاحيات للتحقق من صحة الوصية وتنفيذها.

  – الحل العملي: إذا نشأ نزاع حول الوصية، يجب تقديمها للمحكمة المختصة لضمان حقوق جميع الأطراف.

– الاستشارة القانونية:

  – من المهم الحصول على استشارة قانونية قبل وبعد كتابة الوصية لضمان الالتزام بالإجراءات القانونية وحماية حقوق الورثة.

  – الحل العملي: الاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا المواريث لضمان تنفيذ الوصية بشكل سليم.

 ونختم هذا القسم بالتأكيد علي أن التحديات التي تواجه تطبيق الوصية يمكن التغلب عليها من خلال الالتزام بالشريعة الإسلامية والقوانين المصرية، مع الاستعانة بالخبراء في هذا المجال. الوصية أمانة يجب أن تُحترم وتُنفذ بطريقة تضمن حقوق جميع الأطراف. من خلال اتباع النصائح الشرعية والقانونية، يمكن للأفراد أن يضمنوا تنفيذ وصاياهم بشكل سليم ودون مشاكل.

في هذا المقال، قمنا باستعراض شامل لمفهوم الوصية في الشريعة الإسلامية والقانون المصري، حيث تطرقنا إلى أنواع الوصايا المختلفة وأهميتها في تحقيق العدالة وحفظ حقوق الورثة. من خلال تقسيم المقال إلى ثلاثة أقسام رئيسية، تناولنا أولاً الأحكام الشرعية المتعلقة بالوصية، بما في ذلك الأنواع المختلفة للوصايا التي يمكن للموصي أن يختار منها بناءً على رغبته واحتياجاته.

ثم انتقلنا إلى مناقشة الأحكام القانونية في مصر التي تنظم الوصية وتضمن تنفيذها وفقًا للقوانين المعمول بها. القانون المصري يضمن حماية حقوق الورثة وتطبيق الوصايا بشكل يتوافق مع الشريعة الإسلامية، مع إدخال بعض التعديلات التي تتماشى مع تطورات العصر.

وأخيرًا، استعرضنا التحديات التي قد تواجه الورثة عند محاولة تنفيذ الوصية، سواء كانت هذه التحديات قانونية أو اجتماعية أو شخصية. كما قدمنا حلولاً عملية للتغلب على هذه التحديات، وضمان تنفيذ الوصية بشكل صحيح ودون تعقيدات.

 ونؤكد ظائما علي ان الوصية ليست مجرد إجراء قانوني، بل هي أمانة شرعية تتطلب الالتزام بالأحكام الشرعية والقوانين لضمان تحقيق العدالة وحفظ الحقوق. نأمل أن يكون هذا المقال قد وفر لكم فهمًا كاملاً وشاملاً لمفهوم الوصية وكيفية تطبيقها بطريقة تتماشى مع تعاليم الإسلام والقانون المصري.

السابق
العدل في الميراث: فهم شامل لتوزيع التركة بين الذكور والإناث وفقًا للشريعة الإسلامية والقانون المصري
التالي
الزواج العرفي في مصر: المفهوم والتطور التاريخي

اترك تعليقاً